أوضح سِث فرانتزمان تقرير في جيروزاليم بوست أن الإمارات انضمت إلى مصر في إدانة محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة، في خطوة تُقرأ كرسالة غضب موجّهة إلى إسرائيل وحلفائها. رأت الصحيفة أن أبوظبي أرادت الإشارة إلى أن أي خطوات نحو ضم الأراضي الفلسطينية أو تهجير السكان قد تضر بعلاقاتها مع إسرائيل وباتفاقيات التطبيع المعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام"، فيما تسعى حكومة السيسي للحصول على دعم إماراتي وسعودي في رفض أي خطة تهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو الأراضي المصرية.

أشارت الصحيفة إلى أن هذا الموقف المزدوج من القاهرة وأبوظبي يعكس تحركًا إقليميًا لوقف سيناريو التهجير القسري، وهو ما تعتبره مصر تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وحدودها في سيناء. مصر تؤكد أن قطاع غزة أرض فلسطينية، وترفض ضغوطًا خارجية لتوفير ممرات لجوء للفلسطينيين داخل أراضيها.

من جانبها، بعثت الإمارات برسالة عبر قنواتها الرسمية تؤكد فيها أن استمرار الحرب والحديث عن "خيار التهجير" قد يقوّض مسار العلاقات الطبيعية مع إسرائيل. التحذير الإماراتي، وفق التحليل، لا يعكس فقط تعاطفًا مع الفلسطينيين بل يكشف أيضًا قلقًا من أن يؤدي التصعيد إلى نسف المكاسب الاستراتيجية التي جلبتها اتفاقيات أبراهام على المستويين الأمني والاقتصادي.

ذكرت الصحيفة أن إسرائيل تتعامل مع هذه الرسائل بجدية نسبية، خصوصًا أن أبوظبي تملك أوراق ضغط اقتصادية واستثمارية مهمة في السوق الإسرائيلي، بينما تبقى القاهرة شريكًا أساسيًا في أي ترتيبات تخص غزة والحدود. ويرى مراقبون أن تنسيق المواقف المصرية الإماراتية يعكس بداية تشكّل جبهة عربية موحّدة، ولو جزئيًا، في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.

كما أشار التقرير إلى أن السعودية، رغم عدم دخولها رسميًا في اتفاقيات أبراهام، تتابع الموقف عن كثب. قد تستفيد الرياض من تحركات مصر والإمارات لتقوية موقعها التفاوضي مع واشنطن وتل أبيب بشأن أي صفقة مستقبلية للتطبيع.

يخلص التحليل إلى أن الرسالة الأساسية التي تسعى القاهرة وأبوظبي لإيصالها هي أن محاولات تهجير سكان غزة لن تمر دون ثمن سياسي ودبلوماسي. هذه الرسالة تعكس إدراكًا متزايدًا بأن استمرار الحرب على غزة لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد استقرار الإقليم ويضع اتفاقيات التطبيع على المحك.

https://www.jpost.com/middle-east/article-866560